الخميس، 25 ديسمبر 2014

ميلاد حزين: بين باطنايا وبخلوجة كنيسة فرغت واخرى امتلات بالمؤمنين

ميلاد حزين: بين باطنايا وبخلوجة كنيسة فرغت واخرى امتلات بالمؤمنين

عنكاوا كوم – بخلوجة – لؤي عزبو
في "بخلوجة " تلك القرية الصغيرة التي تطل على وادي اخضر جميل يخترقه نهر دجلة ,اقيم عصرامس الاربعاء 24ك1 قداس الميلاد في كنيسة "مارت شموني " ترأسه الاب كيوركيس ياقوكيوركيس .
مراسيم القداس شارك فيها اثنان من الشمامسة وجمع من المؤمنين بين نازح الى القرية وسكانها الاصليين في تناسق عددي غير متناغم حيث بلغ عدد العوائل النازحة (45) اي حوالي خمسة اضعاف العوائل الاصلية التي لاتزيد عن عشرة عوائل .
فيما كان لاهل باطنايا ثقل كبير فبلغت عدد العوائل النازحة منها الى بخلوجة حوالي 40 عائلة .
الاب كيوركيس قرأ الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار أدى الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم للتهنئة بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد 2015 ,اشار فيها الى ان الاحتفاء بالعيد هذه السنة يمتزج بمرارة بسبب الضيق الذي تعرض له ابناء شعبنا .
وجاء فيها "لكن احتفائنا بعيد ميلاد الرب لهذا العام 2014 يمتزج بشي من المرارة بسبب ما جرى في بعض بلدان المشرق ومنها بلدنا العراق وسوريا في الأشهر الأخيرة من أحداث أمنية غير جيدة ولا سيما في بعض مدن ومناطق وطننا المبارك العراق وكذلك سوريا، "
ومما ورد في الرسالة ايضا "هذه الأحداث التي جلبت الضيق لأبناء شعبنا وأجبرتهم مع أبناء عدد من المكونات الأخرى على ترك منازلهم وممتلكاتهم تحت التهديدات المختلفة للمجاميع المسلحة المتطرفة التي سيطرت على هذه المدن والمناطق.. ما أدى إلى تهجيرهم ونزوحهم لمدن ومناطق أخرى آمنة بعد أن رفضوا إنكار إيمانهم المسيحي القويم، لكنهم في ذات الوقت تلقوا في مناطق نزوحهم مصاعب إنسانية مختلفة إلى جانب حر الصيف وبرد وأمطار الشتاء."
وفي موعظته اثناء القداس قال الاب كيوركيس " نجتمع سنويا في هذه الكنيسة وهذه السنة فان عدد المؤمنين الحاضرين زاد عن حضور الاعوام الماضية بسبب تواجد النازحين من باطنايا وبلدات اخرى ,لكني اشعر بحزن لان اهلنا اجبروا على ترك بلداتهم وكل مايملكون ."
وزاد الاب كيوركيس  "لنا امل من الرب ان تعبر الازمة ويرجع اهلنا الى بيوتهم ."
وباطنايا هي احدى قرى سهل نينوى سكانها من الكلدان الكاثوليك تشير الاحصائيات الى عدد العوائل الساكنة فيها قبل استيلاء مسلحي داعش عليها في 7اب الماضي كان بحدود 700 عائلة نزحت جميعها الى مدن وقرى اقليم كوردستان ومناطق اخرى .
ويصف النازح الباطناوي "ابو وسام "  مشاعره في حديث لموقع عنكاوا كوم " اشكر جدا مختار القرية والاهالي على استقبالنا في بيوتهم وتلبية احتياجاتنا كنازحين ."
لكنه يختصر نظرته الى المستقبل بكلمة واحد بانه "مظلم "
 واثناء انشغال  احدى الشابات من اهالي بخلوجة الاصليين بتهيئة المدافيء لتدفئة الكنيسة قالت " خلال السنين الماضية غادرت معظم عوائل قريتنا الى سورية واستقرت في كندا خصوصا ولم يبق سوى عشرة عوائل "
"بخلوجة " التي تبعد عن قضاء زاخو بحوالي 40 كم .تعرضت للحرق والتدمير عدة مرات وكان اخرها عام 1977 لكن تم بناؤها عام 2006 من جديد .فيما تشير المصادر الى ان باطنايا تعرضت لهجمة ابادة شرسة من قبل الطاغية الفارسي نادر شاه عام 1743.
وبفرح  قال "سادة كيوركيس رشو " مختار قرية بخلوجة " هناك محبة واحترام كبيرة بين اهلنا والنازحين ,وهم تركوا بيوتهم وجاؤا الى هنا وتم استقبالهم . لكني اقول نتمنى ان يعودوا الى بيوتهم "
ويضيف المختار "ان المستقبل غير معلوم ,لكن نشكر الرب والذي يحصل هو بارادته , واؤكدهذا بلدنا وان كنا مظلومين لكن يجب ان نبقى فيه ,لايجوز ان نذهب الى بلدان الغربة ,فمن يعرفنا هناك ؟."
ويصف كنيسة القرية "كانت الكنيسة سابقا فارغة والان ممتلئة ,اطلب من الله ان نلتقي جميعا ونكون قلبا واحدا ,ان كنت انا في باطنايا او كانوا هم هنا لنكون قلبا واحدا."
واستمر القداس حوالي ساعتين وبعد نهايته هنأ المؤمنين من اهالي القرية والنازحين بعضهم البعض .