الجمعة، 22 مارس 2024

سابقى في البيت واطبق التعليمات زمن كورونا

 

في مثل هذا اليوم
منذ ‏٤‏ سنوات
23 مارس 2020 
تمت المشاركة مع أصدقاؤك
الأصدقاء
سابقى في البيت واطبق التعليمات
ولكني ساغني اغنية الحياة مع شجرة الزيتون في حديقة منزلنا القديم, فاشجار قريتنا قاومت العطش 3 سنين دون سقي بعد ان تركناها مرغمين ولاتزال تمدنا بالزيتون الاسود كل موسم .
سابقى في البيت واحضن حجارة ستارة سطحنا المتهريء كي لاتسقط, فقد صمدت لدهركما صمدت منازل قريتي ولم تسقط وانتظرت حضورنا .فنحن متحاضنان رغما عن كورونا ولو سقط , سنكون معا .
سابقى بالبيت واضع منجل جدي (مكلا ومكزونه ) قرب سريري ,المنجل الذي كان يحصد فيه لعشرات السنين,يذهب مع الاهالي فجرا للحقل ويقضي النهار دون كلل حتى يوفر القوت لعائلته .ولولاه لما كنا نحن هنا.
سابقى بالبيت لاكمل كتابة (اون دوشميا بالاسنطرنكيلي ) التي كتبتها في الثمانينات وضاعت اجزاؤها ولم يبقى منها سوى كلمة ( ايكنا).
سابقى بالبيت واعود لاسمع صديق العمر الموسيقار (فيفالدي ) , مضى زمن على اخر مرة اسمع فيها سمفونية (الفصول الاربعة ) ,وزماننا اختلطت فيه المواسم ,واختلط الحابل بالنابل .
سابقى بالبيت واعيش جنوني مع ايوان واغنيته (شمطاخلي نيرا) , واتامل كلمات تعتز بماضي عريق .
سالزم المنزل ,واعيد اكمال لوحتي (قيثارة بابل ) التي بدأت بها عام 1990 ولم تكمل لان الحرب في وقتها شلت نواحي الحياة فتركتها الى حين .
سالزم المنزل لكن سأوجه زوم كامرتي الى تل تللسقف (تارة ) واسجل الاف اللقطات لماضي عريق لم يبقى منه سوى ذكريات .
والى كنيسة مار يعقوب المقطع (تارة اخرى ) فاسمع صوت الله يطمئنني ,فهي كما كانت رمز البقاء للتلسقفيين ,فهولاكو ببطشه لم يستطع افنائهم .
سابقى بالبيت ,وساصغي في هدوء الليل ,الى الاصوات القادمة من ابني مارن ,فهناك يرقد ابئنا واجدادنا بسلام ويدعون لنا بالسلامة .
واخيرا سابقى بالبيت , ومنذ الان يتردد في ذهني كلمات مقتبسة من النت :
ماذا لو سقطت؟ - تنهض
- ولو سقطت مرة أخرى؟
- تنهض مجددًا.
- وهل يمكنني ألا أسقط؟
- ستبقى تسقط طالما أنت حي ، الموتى وحدهم يسقطون ولا ينهضون.
\